السدير مسعود
“شغفي بالتمثيل والإخراج بدأ في عمر صغير وكانت البداية بكاميرا اشتراها لي والدي
بدأت بالتصوير في الشوارع ولم أكن أعرف شيئاً عن المونتاج حينها
في لقاء ضمن برنامج “خبار و سرار” عبر تلفزيون “لنا“، أجرته معه غاردينيا نعامة، قال السدير مسعود إنّه درس العلوم السياسية في جامعة القلمون في سوريا، لكن في السنة الثالثة اكتشف أنّه ليس في المكان الصحيح: “دخلت الجامعة لإرضاء والدي فقظ. يومها أنجزت فيلماً قصيراً مع أصدقائي في الجامعة. بالنسبة لي، كان إنجازاً كبيراً ومهماً بالرغم من الأخطاء، خصوصاً أنّه كان لدي شغف بالمعرفة في هذا المجال.
بعدها، درست الإخراج في بيروت لكي لا تكون علاقتي مع الفن مبنية على فكرة الوساطة بحكم أنّ والدي هو الفنان غسان مسعود.
أعتقد أنّ مسؤولية أهلي كانت من خلال مساعدتي بمعرفة الأشخاص في هذا الوسط فقط، فالإستمرار والنجاح يعتمدان على الموهبة.
عناوين//
قلّة ثقة المنتجين بجيل الشباب جعلتني أذهب نحو الإعلان لأثبت قدراتنا
استطعت تقديم نفسي بطريقة صحيحة من خلال مسلسل “قيد مجهول”
وأضاف السدير مسعود في اللقاء أنّه “في كل تجربة تتعلّم شيئاً جديداً. فبعد “قيد مجهول”، أدركت أموراً كثيرة كنت أجهلها خلال صناعة العمل. وهذا جزء من التجربة. فالصعوبة تكمن في تحويل النص المكتوب إلى حياة والقدرة على جذب المشاهد حتى الحلقة الأخيرة.
أعتقد أنّنا حققنا ذلك في “قيد مجهول”. أمّا بالنسبة لكوني ابن غسان مسعود، فالأمر يحتّم عليّ في البداية قرارات معينة وأحكام مسبقة من الناس، لكن أعتقد أنّني من خلال “قيد مجهول” استطعت أن أقدم نفسي بطريقة صحيحة…
أما عن تجربته في مجال الإعلانات، فأوضح أنّها مغرية لأي مخرج لأنّ مساحة الحرية الموجودة على صعيد الصناعة أكبر من غيرها: “ما حاولت صنعه في هذا المجال هو جزء من بحثي عن محاولة تقديم نفسي في مكان منغلق على بعض الأسماء. فلا يوجد ثقة بجيل الشباب من القائمين على الصناعة وهذا ما جعلني أذهب للإعلان لأقول بطريقة ما إنّنا قادرون على الفعل”.
مسعود أضاف: “بالنسبة لقيد مجهول عندما قرأت النص في البداية عرفت أننا أمام نص جديد بطرحه في الدراما العربية عموما والنص هو العمود الأساس في أي عمل تلفزيوني وبناء على النص والإنتاج والأريحية التي قدّمت تجاه صناعة المشروع شعرت أنني بأيدي أمينة لتقديم هذه التجربة…”.
وتابع: “في “قيد مجهول” تكلّمنا عن مرض موجود وهو إضطراب الهوية التفارقي ولكن أخذناه إلى بيئتنا العربية وأعتقد أنّ المعالجة أهم من الفكرة بحد ذاتها. فالتوعية هي جزء من الصناعة، ونحن نعيش في مجتمعات تحمل الكثير من الضغوطات التي تجعل شخصيات كثيرة مثل “سمير” (عبد المنعم عمايري) تحمل بداخلها شخصية “يزن” (باسل خياط)… نحن نملك القليل من الوعي إزاء هذا الموضوع، بالإضافة إلى أنّ قرب شخصية “سمير” من الناس هو شيء مغرِ جداً في التجربة. فهو رجل مسكين مضغوط في عمله وبيته… وكان توظيف جميع عناصر الحكاية لخدمة الحالة التي تتكون حول “سمير”…”.
وأشار مسعود إلى أنّ ردود الأفعال على العمل تنوّعت بين الإيجابية والسلبية، وأكثر ما لمسه عند الناس هو احترام التجربة بغض النظر عن موقفهم منها، مؤكداً أنّ هذا “ما يعطي الأريحية والدافع للاستمرار”. كما أوضح أنّه بعد “قيد مجهول” أصبحت هناك مسؤولية كبيرة على عاتقه لتقديم ما هو أفضل، متمنياً أن تكون التجربة المقبلة مختلفة تماماً إذ لا يريد تكرار نفسه: “إختلاف حركة الكاميرا والتعامل مع تفاصيل موقع التصوير يختلف مع إختلاف القصة”.
وفي معرض حديثه، لفت السدير مسعود إلى أنّ “ما ساعدني أثناء دراستي للإخراج هو أنّني درست في مدرسة هجينة لا تنتمي لمدرسة سينمائية معينة. درست في الجامعة اللبنانية الدولية، حيث لم يكن هناك توجّه صوب الصناعة، سواءً المدرسة المصرية أو الإيطالية أو الروسية أو الأميركية… لذلك، لم تتأصل في داخلي أي بيئة معيّنة بالنسبة للإخراج، وأنا لست مع التعامل مع الحالة كاملة ضمن مدرسة معينة لأنّ هذا يتوقّف على كل مشهد وكل عمل.
أما عن المسلسلات القصيرة الرائجة حالياً مع انتشار منصات البثّ التدفّقي، فأعرب عن تأييده لها لأنّها “تشبه جيلنا الذي يحب السرعة وهذا ينعكس على الدراما بحد ذاتها أيضاً. أعتقد أنّ مصر من البلدان الذكية جداً في التعاطي مع ذلك، فهي بدأت بتعويد المشاهد على المسلسلات القصيرة لأنّ التكثيف صعب. أنا مع فكرة صناعة المسلسلات القصيرة وأرى اليوم أنّ المنصات هي الحل البديل… فكل مرحلة تأتي لتغلّف سابقتها بشكل جديد وتقدّمه للمشاهد”.