التنبؤ بالطقس هو مجال يواجه تحديات كبيرة ويتطلب دقة عالية، خاصة في ظل تزايد الظواهر الجوية المتطرفة والمناخية. لكن هناك تقنية جديدة قد تغير الصورة بشكل جذري: الذكاء الاصطناعي.
في دراسة حديثة نشرت في مجلة ساينس، أعلن فريق من باحثي شركة غوغل ديب ميند عن تطوير نموذج ذكاء اصطناعي يسمى “غراف كاست”، يمكنه التنبؤ بالطقس لمدة 10 أيام مقدما بدقة أعلى وسرعة أكبر من النماذج التقليدية المستخدمة منذ عقود.
ويعتمد النموذج الجديد على تعلم الآلة، وهي فرع من الذكاء الاصطناعي يتيح للبرامج تحسين أدائها بشكل تلقائي من خلال التجربة والبيانات. وقد تم تدريب النموذج على ما يقرب من 40 عاما من البيانات التاريخية للطقس، مما مكنه من اكتشاف الأنماط والعلاقات بين مختلف متغيرات الطقس مثل الضغط والحرارة والرطوبة والرياح.
ويستخدم النموذج هذه المعرفة لتوليد التنبؤات بناء على الظروف الجوية الحالية، وذلك باستخدام جهاز حاسوب صغير وفعال من حيث استهلاك الطاقة. ويستغرق هذا العمل أقل من دقيقة، بينما يحتاج النماذج التقليدية إلى ساعة أو أكثر لإنجاز نفس المهمة باستخدام حاسوب عملاق بحجم حافلة مدرسية.
وبالمقارنة مع النموذج الأوروبي، الذي يعتبر المعيار الذهبي في التنبؤ بالطقس، أظهر النموذج الجديد دقة أعلى بنحو 10% فيما يتعلق بأكثر من 90% من متغيرات الطقس التي تم اختبارها. ولم يقتصر ذلك على التنبؤ بالطقس العادي، بل شمل أيضا التنبؤ بالأحداث المتطرفة مثل الأعاصير والأنهار الجوية وموجات الحرارة والبرد.
وقال الباحثون إن النموذج الجديد يمثل خطوة هامة نحو تحسين الخدمات الجوية والمناخية، ويمكن أن يساهم في حماية الأرواح والممتلكات من التأثيرات السلبية للطقس القاسي. وأضافوا أنهم يعملون على تطوير النموذج ليشمل متغيرات أخرى مثل الغطاء السحابي والهطول والتلوث، وليكون قادرا على التنبؤ بالطقس على مستوى محلي أكثر تفصيلا.