16/01/2025

LTV Plus

ال.تي.في بلس

تغير المناخ يزيد خطر الإصابة بالسرطان في العالم

في ظل تزايد الاهتمام بالتأثيرات الصحية لتغير المناخ، كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة كاليفورنيا الأميركية عن وجود علاقة وثيقة بين زيادة درجات الحرارة وتلوث الهواء وارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان في العالم.

وتستند الدراسة إلى تحليل أكثر من 50 ورقة علمية نشرت في مجالات مختلفة، وتقدم لمحة شاملة عن العوامل المناخية التي تؤثر على أنواع السرطان الرئيسية، مثل سرطان الرئة والجلد والجهاز الهضمي وغيرها.

ووفقاً للباحثين، فإن تغير المناخ يمثل تهديداً كبيراً للصحة العامة، ويتطلب المزيد من الجهود للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وتعزيز استخدام الطاقة المتجددة والخضراء، وذلك للحفاظ على حياة صحية مستدامة للجميع.

ومن بين العوامل المناخية التي ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان، يمكن ذكر الآتي:

– تلوث الهواء: يعتبر تلوث الهواء أحد أبرز مسببات سرطان الرئة، حيث يحتوي على جسيمات سامة تتسبب في التهابات وتلف الخلايا. وتشير التقديرات العلمية إلى أن تلوث الهواء مسؤول عن 15 بالمئة من الحالات الجديدة لسرطان الرئة في العالم.

– الإشعاع فوق البنفسجي: يؤدي زيادة الإشعاع فوق البنفسجي الناجم عن تراجع طبقة الأوزون إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد، وخاصة سرطان الميلانوما الخبيث. ويعتبر سرطان الجلد أكثر أنواع السرطان شيوعاً في العالم، ويسبب ما يقرب من 60 ألف وفاة سنوياً.

– السموم الصناعية: تنتج العديد من الصناعات والمصادر الطاقية السموم الصناعية، مثل الديوكسين والفثالات والمبيدات الحشرية، التي تتراكم في البيئة وتدخل إلى الجسم عن طريق الهواء أو الغذاء أو الماء. وترتبط هذه السموم بزيادة خطر الإصابة بسرطانات الثدي والبروستاتا والخصية والجهاز الهضمي والدم.

– انقطاع إمدادات المياه والغذاء: يؤدي تغير المناخ إلى تغيير أنماط هطول الأمطار وزيادة الجفاف والفيضانات، مما يؤثر على جودة وكمية المياه والغذاء المتاحة للسكان. ويزيد هذا من خطر الإصابة بالعدوى والالتهابات والتشمع الكبدي والكوليرا، التي ترتبط بدورها بزيادة خطر الإصابة بسرطان الكبد والمعدة والأمعاء.

وبالإضافة إلى ذلك، تؤثر التغيرات المناخية على العوامل الاجتماعية والاقتصادية والنفسية للأفراد والمجتمعات، مما يزيد من مستويات الفقر والهجرة والصراع والإجهاد والاكتئاب، وهي جميعاً عوامل تزيد من خطر الإصابة بالسرطان.

وتوصي الدراسة بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة تحديات تغير المناخ والحد من تأثيراته السلبية على الصحة، وذلك من خلال تطبيق سياسات واستراتيجيات تهدف إلى:

– خفض انبعاثات الغازات الدفيئة والتحول إلى مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة.
– تعزيز الوعي العام والتثقيف الصحي حول مخاطر تغير المناخ وسبل الوقاية منه.
– تحسين جودة الهواء والماء والغذاء والحد من التعرض للسموم البيئية.
– توفير الرعاية الصحية والوقائية والعلاجية للمصابين بالسرطان والأمراض المرتبطة به.
– دعم البحث العلمي والابتكار في مجال الوقاية والعلاج من السرطان.

وتخلص الدراسة إلى أن تغير المناخ هو مشكلة عالمية تتطلب تعاوناً وتضامناً بين جميع الدول والمنظمات والأفراد، وأنه لا يمكن تجاهل مخاطره على الصحة والحياة، وأنه يجب التصدي له بكل الوسائل الممكنة.