موسم الأعياد في لبنان لا يشبه المواسم السابقة… ونسبةٌ كبيرة من الشعب غير قادرة على الاحتفال
ينتظر العالم شهر عيدي الميلاد ورأس السنّة طوال العام بفارغ الصّبر لما تحمله هذه الفترة من أجواء فرح. في لبنان، تحلُّ الأعياد هذه السنة فقيرة، فلبنان الذي كان وجهة المغتربين والسيّاح في موسم الأعياد، يتحضّر بخجل للمناسبتين المقبلتين.
قد يكون تبادل الهدايا العادة الأشهر في موسم الأعياد، ولكنّ هذا التقليد قد يغيب عن عدد كبير من المنازل هذا العام بسبب الازمة الاقتصادية الخانقة التي فُرضت على الشعب اللبناني من مختلف الطبقات الاجتماعية. وأمام هذا الواقع، حتى الهدايا البسيطة أصبحت باهظة الثّمن قياساً على العملة اللبنانية.
أمّا البلديات التي كانت تتبارز في جمال حلّتها هذا الموسم، كجبيل مثلًا، لم تعتمد زينة جديدة، بل اكتفت في وضع شجرة وزينة السنوات الماضية. وبما أن إمكانيات المحلات التجارية المنهكة لا تسمح بالمشاركة في تزيين الاسواق اكتفى كل محل تجاري بموارده الخاصة للتزيين وفق الإمكانيات.
في ظل تراجع القدرة الشرائية لمعظم اللبنانيين، لم يكن متوقعاً أن تشبه أعياد هذا العام ما كانت عليه قبل سنوات. وحرمت الأسعار الخيالية للهدايا والسلع الغذائية والملابس، هذه المرة اللبنانيين حتى من الحلم بالاحتفال بالعيد. اذ تحاول العائلات اللبنانية الاحتفال بالأعياد بما يتماشى مع الظروف الحالية، من خلال التجمعات التي ستقتصر على المقربين بأعداد محدودة، أو من خلال الاحتفال بحسب الإمكانات المادية.
وبالنسبة للكثير من العائلات اللبنانية التي تحاول الاحتفال بموسم الاعياد بما يتماشى مع الظروف الحالية، تختلف فرحة الأعياد في هذه السنة عن السنوات السابقة، فالاحتفال السنة محدود جدًا في حين انه يقتصر على الطبقة الميسورة في البلد، نظرًا لأنها الوحيدة القادرة على تحمّل غلاء الأسعار.
أزمة انقطاع الكهرباء، غلاء في أسعار المحروقات، والارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية والهدايا، كلّها كافية في جعل هذا العيد حزين ومختلف عن الأعياد السابقة. ولكن مع كلّ هذا، يبحث اللبناني كعادته عن مصادر الفرح أينما كانت، لعل هذه الأوقات تساعدهم على التغلب على مشاعر الحزن والكآبة التي طغت على النفوس طوال الأشهر الماضية. ويبقى هناك إصرار على التمسك بالحياة وبفسحة الأمل لدى اللبنانيين، لعل العام الجديد يحمل معه انفراجاً وأياماً أفضل تساعد المواطن على تخطي كل ما مر به من صعوبات ومآس.
كيندا زيتوني